الفائز بالأوسكار.. كاي هيه كوان بدأ حياته لاجئاً وقضى شبابه يعاني من العنصرية

الفائز بالأوسكار.. كاي هيه كوان بدأ حياته لاجئاً وقضى شبابه يعاني من العنصرية
الفنان كاي هيه كوان الفائز بالأوسكار

"أماه.. لقد فزت للتو بجائزة الأوسكار.. أشكرك على التضحيات التي قدمتيها حتى أصل إلى هنا".. كلمات قالها الفنان كاي هيه كوان لأمه التي تبلغ من العمر 84 عاما وهي في المنزل تشاهده عبر وسائل الإعلام يتوج بأرفع جائزة فنية، ربما لا يعرفه كثيرون، ولكن التاريخ سجل له تلك اللحظات بينما كان يقبل تمثال الجائزة الذهبي الصغير ويحمله عاليا.

وبالرغم من طفولته الصعبة، حقق الطفل اللاجئ ذو الأصول الآسيوية، كاي هيه كوان، نجومية من خلال مشاركته في اثنين من أكبر الأفلام الأمريكية في الثمانينيات، قبل أن يختفي لسنوات طويلة بعدما أدارت له هوليوود ظهرها، لكنه لم يكن يتخيل أن القدر يخبئ له الأوسكار، الجائزة الأهم في عالم السينما على مستوى العالم.

سيطرت مشاعر الدهشة والفرحة على كوان، الذي لم يتمالك نفسه من البكاء، وهو يتسلم جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن فيلم “كل شيء في كل مكان في مرة واحدة”، ولم ينسَ أن يتذكر طفولته التي قضاها لاجئا، وقال في خطابه أمام الجمهور: "يقولون إن مثل هذه القصص تحدث فقط في الأفلام، لا أصدق أن ذلك يحدث لي، هذا هو الحلم الأمريكي".

بدأت قصة حياة كوان، التي يصعب تصديقها ولا تحدث سوى في عالم أفلام السينما، عندما كان طفلا، وانتقل من فيتنام إلى هونغ كونغ كلاجئ، ثم استقر في الولايات المتحدة، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وبالصدفة حصل كوان على فرصة اختبار أداء للعب دور النشال الصيني في فيلم "أنديانا جونز أند ذا تيمبل أوف دووم" إخراج ستيفن سبيلبرغ عام 1984، ثم لعب دور البطولة في فيلم "ذا جونيز" في العام التالي.

لكنه بعد ذلك، لم يتلقَ أي أدوار، واكتفى بالعمل خلف الكواليس كمنسق حيلة ومساعد مخرج، وفقا لـ"بي بي سي".

لكن مع اقترابه من سن الخمسين، قرر كاي أن يخوض تجربة أخرى لتحقيق حلمه، وبالفعل حصل على دور في فيلم "كل شيء في كل مكان في كل مرة".

بدأ حياته لاجئا 

"بدأت رحلتي على متن قارب. وقضيت عاما في مخيم للاجئين، وبطريقة ما انتهى بي المطاف هنا في أكبر مسرح في هوليوود"، هكذا لخص كوان قصة حياته لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

ويحكي كوان أنه كان في السابعة من عمره عندما غادر فيتنام على متن قارب صغير في أواخر السبعينيات، وهبط في هونغ كونغ مع والده بينما ذهبت والدته وأشقاؤه الثلاثة إلى ماليزيا، وتم لم شمل الأسرة لاحقا عندما هاجروا إلى الولايات المتحدة في عام 1979، وهي الفترة التي وصفها كوان بـ"المؤلمة والقاسية".

وقال كوان لصحيفة "الغارديان"، العام الماضي: “كنا لاجئين، لا أحد يريدنا... كانوا يسموننا الخارجين من القارب، وكانوا يسخرون منا عندما كنا في المدرسة، يمكنك أن تتخيل ما يفعله ذلك بالحالة العقلية لطفل".

وكان من المفترض أن تتغير حياته عندما ذهب لدعم شقيقه الأصغر في اختبار أداء "أنديانا جونز" في سن الثانية عشرة، ولم يكن كوان ينوي التقدم للاختبار، لكن مدير اختيار الممثلين اقترح عليه أن يجرب أيضًا.

وبعد ثلاثة أسابيع، كان كوان في طريقه إلى سريلانكا لبدء تصوير الفيلم، وقال عن هذه التجربة: "لقد كانت أسعد أوقات حياتي".

وتحدث كوان عن تجربته كطفل آسيوي مع المخرج ستيفن سبيلبرغ، قائلا "إنه يستحق التقدير لشجاعته لأنه أول شخص وضع وجهًا آسيويًا في فيلم ضخم في هوليوود".

وعلى مدار السنوات التالية، واصل كوان الظهور في عدد من المسلسلات الكوميدية التلفزيونية، لكن في أواخر التسعينيات، بدأت العروض تقل، وقال لصحيفة "التلغراف" البريطانية: "من الصعب دائمًا الانتقال من ممثل طفل إلى ممثل بالغ، لكن عندما تكون آسيويًا، يكون الأمر أكثر صعوبة بـ100 مرة، لأن الآسيويين كانوا موضع النكتة".

وتحدث كوان عن صعوبة فترة شبابه لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، قائلا "من المفترض أن تكون أوائل العشرينيات من عمرك هي الأعوام الذهبية، وكل ما فعلته هو انتظار رنين الهاتف حتى وصلت عمر 48 عاما".

واستمرت التحديات التي واجهها كوان حتى طوال فترة وباء "كوفيد-19"، بحسب مجلة "فاريتي" الأمريكية، التي صرح لها بأنه لم يكن يملك تأمينا صحيا لأنه لم يكن يعمل في وظيفة.

"كنت أعلم أن جذوري هي السبب في هذا الوضع، لكنني كنت متمسكا وفخورا بها"، بهذه العبارة علق كوان على الصعوبات التي واجهها في هوليود، وهو ما ظهر في خطابه، حينما لم ينسَ كوان أن يشكر والدته، قائلا: "أشكرك على التضحيات التي قدمتيها حتى أصل إلى هنا".

واختتم حديثه: "يجب أن تؤمنوا بأحلامكم.. لقد كدت أتخلى عن حلمي".
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية